نادي الهلال السوداني العملاق الإفريقي الغير متوج | Alhilal Clup of Sudan
نادي الهلال للتربية هذا النادي السوداني العريق الذي تأسس في العام 1930 وهو أول نادي عربي يُسمى بهذا الإسم ، كان نادي الهلال ليس مجرد نادي لكرة القدم فقط بل كان مركزاً تاريخياً و وطنياً كما يلقب "بنادي الحركة الوطنية" وهنا تكمن تسمية النادي العميقة ألا وهي نادي الهلال للتربية حيث كانت جدران النادي ثَرة بما تقدمه من ثقافة إجتماعية و سياسية منطلقة من مفهوم التربية العام و التي تتمثل في شتى جوانب الحياة العامة و كذلك الخاصة .
سيد البلد كما يحلو لعشاقه أن يلقبوه له باع طويل في عالم المستديرة و المستطيل الأخضر حيث محلياً تربع على عرش الكرة السودانية حيث حصل على كأس الدوري المحلي لولاية الخرطوم ستة عشر في الفترة من العام 1952 إلى العام 1993 كأول بطولة و منافسة كروية في السودان . و عند إنطلاقة الدوري السوداني الممتاز في العام 1995 أصبح الهلال مسيطراً على البطولة بشكلها الجديد في ثلاثة عشر مرة منها متواليات .
أرقام محلية و قومية كبيرة للفريق الذي يتخذ لونيَّ النيل الأزرق و الأبيض شعاراً له و الموج اللأزرق لقباً آخر يستمتع محبوه بمنادته كل هذه الألقاب المحلية كانت وزراً و خطوات نحو البطولات الأفريقية التي كان يمثل فيها جمهورية السودان الديموقراطية .
كل هذا التاريخ الحافل محلياً كان تتوجيه أن يكون ممثلاً للسودان على جميع الأصعدة القارية و العربية حيث إستهل مشواره الإفريقي في العام 1966 كأول مشاركة له في النسخة الثانية للبطولة الإفريقية التي إنطلقت في العام 1965 تسعة و عشرون مشاركة في البطولات الإفريقية هي حصيلة نادي الهلال للتربية وعلى إثرها تمت زيادة عدد مقاعد السودان الممثلة إفريقياً من ناديين فقط لأربعة أندية ما بين بطولة الكاف للأندية الأبطال و كأس الإتحاد الإفريقي (تغيرت مسميات البطولة من فترة إلى أخرى) كانت حصيلة نادي الهلال السوداني للتربية مشرفة حيث لعب نهائي البطولة عامي 1987 أمام الأهلي المصري و 1992 أمام الوداد المغربي و بلغ سبع مرات الدور نصف النهائي في الأعوام 1966 ، 1987 ، 1992 ، 2007 ، 2009 ، 2011 و 2015 كما بلغ دور الثمانية (دور المجموعات حالياً) خمس مرات في الأعوام 2007 ، 2008 ، 2009 ، 2014 و 2015 كل هذا التاريخ الإفريقي الحافل قابلته إفريقيا بصد لهذا النادي العملاق بعدم حصوله على أي لقب لها . ومن هنا بدأت قصة نادي الهلال للتربية الذي واجه ظلم الكاف التحكيمي .
في العام 1987 كان نادي الهلال للتربية يضم تشكيلة من نخبة الكرة السودانية في ذلك العصر أمثال يور و طارق و تنقا و الثعلب و مجدي مرجان و منقستو و كندورة و مبارك سليمان و جلال كادقلي و وليد طاشين و أسامة الثغر بهذه الأسماء وصل الهلال السوداني النهائي أمام الأهلي المصري متخطياً إنتركلوب البورندي و فيلا اليوغندي و ليفنتس النيجيري و كانون الكاميروني .
تعادل الهلال مع الأهلي المصري في أم درمان في إستاد الهلال (الجوهرة الزرقاء حالياً) بدن أهداف ، ليطير إلى القاهرة في إستادها لتشهد الكرة الإفريقية أكبر فضيحة تحكيمية أو ما يعرف بفضيحة لاراش (لاراش حكم المباراة المغربي) بإلغائه هدفاً صحيحاً لوليد طاشين ، و تتواتر الأخبار بأن مهما حدث في تلك المباراة لن يفوز الهلال لأن المباراة كانت إعتزال للاعب الأهلي الخطيب وفي حضور رئاسة الجمهرية المصرية و ما كان للهلال إلا أن يتجرع مرارة الظلم التحكيمي الإفريقي وعلى رأسه تاج النصر المأخوذ و على صدره فضة البطولة المسلوبة .
و أتى العام 1992 ليزيح الهلال السوداني كل من الزوبعة التشادي و موتسيما المدغشقري و قورماهيا الكيني و الإسماعيلي المصري و يتأهل إلى النهائي لمواجهة الوداد البيضاوي المغربي الذي خسر منه ذهاباً بهدف في الدقائق الخمس الأخيرة و يعود إلى الخرطوم ليتكرر نفس سيناريو مباراة الذهاب مع الأهلي المصري و تنتهي المباراة بالتعادل ليخطف اللقب القاري من أم درمان و من إستاد الهلال و يعود الفريق المغربي بالكأس التي خاصمت نادي الهلال و تبدأ رحلة البحث عن الكأس الأفريقية من جديد .
صاحبت هذه الأحداث الكثير من التخبطات الإدارية من سوء للإدارة و عنتريات و قلة الموارد المادية في التسبب لعدم حصول النادي على هذه البطولة التي يحلم بها كل عاشق للموج الأزرق أجيال خلف أجيال تبحث عن الطريق الذي يحقق ناديها و معشوقها الهلال الكأس الحُلم لهم فهل من طريق ؟
تعليقات
إرسال تعليق